يتجه البرلمان اللبناني، اليوم الخميس، لعقد جلسة حاسمة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد شغور منصب الرئاسة لأكثر من سنتين، وهو فراغ ألقى بظلاله على الأزمات السياسية والاقتصادية المتتالية التي تعصف بالبلاد منذ سنوات.
جوزف عون المرشح الأبرز
في ظل التوافق الإقليمي والدولي الذي برز خلال الأيام الأخيرة، تتجه الأنظار نحو قائد الجيش اللبناني، العماد جوزاف عون، كأبرز المرشحين لخلافة الرئيس السابق ميشال عون. يحظى عون بدعم قوي من الولايات المتحدة، السعودية، وفرنسا، بالإضافة إلى دعم عدد من الأطراف السياسية الداخلية.
هذا التوافق يأتي في وقت يشهد لبنان تغيرات كبرى في المشهد السياسي الإقليمي، خاصة مع تراجع نفوذ حزب الله بعد حرب مدمرة مع إسرائيل أدت إلى إضعافه عسكريًا وسياسيًا.
ضغوط دولية ومفاوضات داخلية
شهد الأسبوع الجاري نشاطًا دبلوماسيًا مكثفًا، حيث أجرى موفدون دوليون، من بينهم الموفد الأميركي آموس هوكستين، والفرنسي جان-إيف لودريان، والسعودي يزيد آل فرحان، لقاءات مع القوى السياسية اللبنانية بهدف الوصول إلى توافق حول انتخاب الرئيس.
الضغوط الخارجية رافقتها مشاورات داخلية مكثفة بين الكتل البرلمانية بهدف إنهاء الأزمة الرئاسية التي عطّلت مؤسسات الدولة وفاقمت الانهيار الاقتصادي.
انتخاب رئيس جديد: بداية مرحلة جديدة؟
في حال انتخاب جوزاف عون اليوم، سيكون خامس قائد للجيش يصل إلى منصب رئاسة الجمهورية، وسيواجه تحديات كبرى على رأسها:
إعادة الإعمار: معالجة الدمار الذي خلفته الحرب الأخيرة، خاصة في الجنوب والضاحية الجنوبية.
تطبيق وقف إطلاق النار: الالتزام بتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، بما يشمل انسحاب حزب الله من المناطق الحدودية وتفكيك بنيته العسكرية.
الإصلاح الاقتصادي: إنعاش الاقتصاد اللبناني بعد سنوات من الانهيار المالي الذي أدى إلى تراجع غير مسبوق في قيمة العملة الوطنية وارتفاع معدلات الفقر.
إصلاحات دستورية: تعديل الدستور للسماح بانتخاب موظفي الفئة الأولى، في حال تم انتخاب عون رئيسًا، إذ يتطلب المنصب استقالة الموظف عامين قبل الترشح.
إشارات تفاؤل
رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أعرب عن تفاؤله بقوله: "للمرّة الأولى منذ الفراغ الرئاسي، أشعر بالسرور لأنه، بإذن الله، سيكون لنا رئيس جديد للجمهورية".
تحديات ما بعد الرئاسة
مع انتخاب الرئيس الجديد، تبقى التساؤلات قائمة حول قدرة النظام السياسي اللبناني على تجاوز الانقسامات الطائفية والتحديات الإقليمية، وضمان أن يكون هذا الانتخاب بداية استقرار فعلي للبنان الذي يواجه تحديات اقتصادية وأمنية ضخمة.
يبقى الأمل معلقًا بأن يكون انتخاب الرئيس الجديد خطوة أولى نحو إخراج لبنان من دوامة الأزمات والعودة إلى مسار التعافي.