كرميان تحيي ذكرى الأنفال بمراسم مهيبة وتأكيدات على تحقيق العدالة لذوي الضحايا

قبل 1 یوم العراق
أحيت إدارة كرميان في إقليم كوردستان، اليوم الإثنين (الرابع عشر من نيسان ٢٠٢٥)، الذكرى السنوية لفاجعة الأنفال، عبر مراسم مهيبة حضرها عدد كبير من المسؤولين الحكوميين، وممثلي الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، إلى جانب ذوي الضحايا وجموع من المواطنين.
وتهدف الفعالية إلى تجديد العهد بعدم نسيان واحدة من أبشع الجرائم التي ارتُكبت بحق الشعب الكوردي، رغم مرور عقود على وقوعها، إذ لا تزال جراحها مفتوحة في الذاكرة الجماعية.
بدأت المراسم بدقيقة صمت على أرواح الشهداء، أعقبها كلمات مؤثرة ألقاها الحضور، أكدوا خلالها أن ما جرى لم يكن مجرد عملية عسكرية، بل حملة تطهير عرقي ممنهجة هدفت إلى طمس هوية شعب بأكمله، وأسفرت عن استشهاد أكثر من (مائة واثنين وثمانين ألف) مواطن كوردي، وتدمير آلاف القرى، واستخدام الأسلحة الكيماوية والإعدامات الجماعية.
وشدد المشاركون في كلماتهم على ضرورة تحقيق العدالة الكاملة لضحايا الأنفال وعائلاتهم، بما في ذلك صرف تعويضات مالية ومعنوية شاملة، وتوفير رعاية صحية وخدمات تعليمية وسكنية تضمن لهم حياة كريمة.
كما جدد ذوو الضحايا مطلبهم بالاعتراف الرسمي والدولي بجريمة الأنفال كـ"إبادة جماعية"، مؤكدين أن هذا الاعتراف يمثل خطوة ضرورية لضمان الحقوق القانونية وردع تكرار مثل هذه الجرائم مستقبلاً.
ولم يغفل الأهالي مطلبهم المتواصل باستعادة رفات أحبائهم من المقابر الجماعية المنتشرة في أنحاء العراق، والعمل على دفنهم بما يليق بتضحياتهم وبما يتماشى مع القيم والتقاليد الكوردية.
وتُعد حملات الأنفال، التي بدأت في العام 1987 واستمرت حتى 1988، واحدة من أفظع الجرائم المرتكبة في تاريخ العراق الحديث، إذ شملت ثماني مراحل عسكرية، وتركزت بداياتها في مناطق كرميان وقرة داغ، وامتدت لتطال بادينان والمناطق الحدودية.
رغم بشاعة الجريمة، يبقى صمود الشعب الكوردي وتمسكه بالحياة والهوية، شهادة حيّة على أن إرادة الكرامة أقوى من الطغيان.

ترددات نوا

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group