حذرت الامم
المتحدة من ازمة تلوث الهواء والتي لا تقل خطورة عن الازمات الاخرى التي تهدد صحة
البيئة، مشددة في ذات الوقت على ضرورة اتخاذ الاجراءات الحاسمة من قبل الحكومات في
هذا الصدد، فيما أكد وزير البيئة العراقي أن البلاد تفتقر للمقالب الصحية النظامية
وتعتمد على المناطق العشوائية في تجميع النفايات.
وذكرت الامم
المتحدة بالتزامن مع اليوم العالمي للبيئة والذي يصادف الـ5 من يونيو من كل عام، ان
"الناس في جميع أنحاء العالم، بدءا بالمدن الضخمة وحتى القرى الصغيرة يتنفسون
هواء غير نظيف".
وتشير التقديرات
إلى أن "تسعة من كل عشرة أشخاص في جميع أنحاء العالم يتعرضون لملوثات هواء يتجاوز
مستواها ما حددته منظمة الصحة العالمية في مبادئها التوجيهية لنوعية الهواء. ويؤدي
ذلك إلى خفض متوسط العمر المتوقع لسكان العالم وإلى الإضرار بالاقتصادات في جميع أنحاء
المعمورة".
وأكدت الامم
المتحدة أن "الوفيات والأمراض الناجمة عن تلوث الهواء تسببها جسيمات دقيقة تخترق
دفاعاتنا مع كل نسمة هواء نستنشقها. وتتعدد مصادر هذه الجسيمات، فمنها ما ينجم عن حرق
الوقود الأحفوري لتوليد الطاقة أو توفير سبل النقل، وعن الصناعات الكيميائية وقطاع
التعدين؛ وحرق النفايات في العراء، وإشعال الحرائق في الغابات والحقول، واستخدام أنواع
وقود غير نظيفة للطهي والتدفئة داخل الأماكن المغلقة، وهي جميعاً مشاكل كبرى في العالم
النامي.
وبحسب الامم المتحدة فأن "هذا الهواء الملوث يودي بحياة ما يقرب
من سبعة ملايين شخص كل عام، ويسبب مشاكل صحية طويلة الأمد مثل الربو، ويحد من نمو مدارك
الأطفال. ووفقا للبنك الدولي، يكلف تلوث الهواء المجتمعات ما يزيد على خمسة تريليونات
دولار سنويا".
وتابعت: "ويسبب
الكثير من ملوثات الهواء الاحترار العالمي أيضا. ومن أمثلة ذلك الكربون الأسود الذي
ينتج عن استخدام محركات الديزل وحرق النفايات واستخدام مواقد الطهي غير النظيفة، ويسبب
ضررا شديدا عند استنشاقه. وخفض انبعاث تلك الملوثات لن يحسّن الصحة العامة فحسب، بل
ويمكن أيضا أن يخفض معدلات الاحترار العالمي بمقدار 0.5 درجة مئوية كحد أقصى على مدى
العقود المقبلة".
وتتيح مكافحة تلوث
الهواء فرصة مزدوجة، فهناك الكثير من المبادرات الناجحة التي تعمل على تنقية الهواء
والحد من انبعاثات غازات الدفيئة على السواء، مثل مبادرات التخلص التدريجي من محطات
الطاقة العاملة بالفحم إلى جانب الترويج لصناعات وسبل نقل وأنواع وقود منزلي أقل تلويثا
للبيئة. ومع استمرار تجاوز الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة مثيلَه في قطاع الوقود
الأحفوري كل عام، تساعد الطفرة في استخدام الطاقة النظيفة على تحسين الأوضاع على الصعيد
العالمي. كما أن وسائل النقل النظيفة آخذة في النمو في جميع أنحاء العالم.
وبحسب الامم
المتحدة فأن هذه "المبادرات الرامية إلى تحسين نوعية الهواء ومكافحة تغير المناخ
هي التي يعوّل عليها في تحقيق الأمل المنشود"
واكدت الامم
المتحدة أن العالم يواجه اليوم أزمة لا تقل إلحاحاً عن ذلك التهديد (الاوزون). وقد
حان الوقت لاتخاذ إجراء حاسم، داعية الحكومات الى فرض الضرائب على التلوث، والكف
عن دعم الوقود الأحفوري، وكذلك ايقاف بناء محطات جديدة لتوليد الطاقة بالفحم.
وقالت انها تريد
"اقتصادا أخضر لا رماديا".
وطالبت الامم المتحدة من الجميع التحرك
لهدف "التنفس بارتياح"، من خلال التحرك في الضغط على السياسيين وأرباب الأعمال
التجارية أو في تغيير أسلوب معيشة اعتدنا عليه، فبوسعنا من خلاله أن نحد من التلوث
وأن ندحر تغير المناخ، على حد تعبيرها.
وفي هذا
الشأن، أكد
نائب وزير البيئة العراقي جاسم حمادي، أن الوزارة، ومن خلال دوائرها الرقابية، تعمل
على إنفاذ القانون وتطبيق مبادئ قانون حماية وتحسين البيئة.
ولكن مسؤولين آخرين يقولون إن العراق يفتقر إلى منظومة لإدارة النفايات
والتخلص منها، معربين عن أملهم في إقامة منظومة حكومية تخفف المخاطر البيئية الكثيرة.
وقال حمادي: "يؤسفني ان أقول بأنه لا توجد مقالب صحية نظامية. كل
الموجود الآن عبارة عن مناطق عشوائية لتجميع النفايات".
وأوضح أن وزارة البيئة تعمل حاليا على إقرار قانون لإنشاء المركز الوطني
لإدارة النفايات.
ويؤكد المسؤولون العراقيون أن بغداد تعمل مع الهيئات الدولية لوضع خطة
تساعدها على مواجهة التلوث ومخاطره.