من هو يحيى السنوار؟
19/10/2024
كل شيء يبدأ وينتهي مع السنوار"،
هكذا قال رئيس دولة الاحتلال إسحق هرتسوغ، في مارس/آذار الماضي، عن المطلوب الأول
لإسرائيل التي حاولت سابقاً اغتياله عدة مرات.
ماذا نعرف عن قائد حركة حماس يحيى
السنوار؟
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم
الخميس اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار الذي خلف المنصب بعد
استشهاد إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران، والذي لطالما سعى الاحتلال
للعثور عليه.
وقالت إذاعة جيش الاحتلال إن يحيى
السنوار جرى اغتياله خلال عملية للجيش في قطاع غزة.
ويعتبر الاحتلال السنوار حلقة الوصل
بين جناحي الحركة السياسي والعسكري، كما يتهمه بأنه العقل المدبر لعملية
"طوفان الأقصى" التي كبَّدت الاحتلال الإسرائيلي خسائر بشرية وعسكرية
هائلة، وهزَّت الصورة النمطية لقدرة أجهزته الاستخباراتية والأمنية.
مَن يحيى السنوار؟
يحيى إبراهيم حسن السنوار، أو يحيى
السنوار، القائد البارز في حركة حماس، ينحدر من مدينة المجدل عسقلان التاريخية
التي تقع شمال شرقي قطاع غزة، التي سقطت في يد الاحتلال الإسرائيلي في عام 1948
وغيَّر اسمها إلى "أشكلون"
وُلد السنوار (62 عاماً) في مُخيَّم
خان يونس للاجئين في عام 1962، ونشأ في ظروف صعبة ومعاناة الفقر والقسوة. وتأثرت
طفولته بالاعتداءات التي تعرض لها أهالي المُخيَّمات من الاحتلال الإسرائيلي. ودرس
السنوار في الجامعة الإسلامية بغزة وحصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية
ترأس الكتلة الإسلامية خلال فترة
دراسته الجامعية، وهي الفرع الطلابي لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين. كانت تلك
الفترة محورية في حياته وساعدته على الاستعداد للأدوار القيادية التي تولاها في
حركة حماس لاحقاً. على الرغم من أنه لم يكن من المؤسسين الأوائل للحركة، فإنه أصبح
جزءاً من قيادتها وأسهم في وضع التوجهات والأسس للمقاومة الإسلامية على مدار سنوات
كثيرةبداية نشاطه السياسي
بدأت النشاطات السياسية ليحيى السنوار
بكونه واحداً من رواد القيادة الفلسطينية في مختلف أشكال المقاومة ضد الاحتلال منذ
بداية الثمانينيات. يحيى السنوار كان يؤمن بأن هزيمة الاحتلال تتطلب القضاء على
جميع أدواته، وعلى رأس هذه الأدوات خنجر العملاء المسموم الذي يتسلل إلى النسيج
الفلسطيني
ولذلك، اقترح يحيى السنوار في ذلك
الوقت على الشيخ أحمد ياسين بعض الأفكار التي تعزز الجانب الأمني للمقاومة، ومن
أبرزها تأسيس جهاز الأمن والدعوة الذي يُعرف بـ"مجد". وقاد السنوار
فريقاً من الكوادر الأمنية وتتبَّع عدداً من العملاء الذين عملوا لصالح الاحتلال
الإسرائيلي
مع مرور الوقت، أصبح "مجد"
النواة الأولى لتطوير النظام الأمني الداخلي لحماس. وبالإضافة إلى إجراء التحقيقات
مع عملاء إسرائيل، أصبح دور "مجد" يتضمن تتبع ضباط المخابرات وأجهزة
الأمن الإسرائيلية بشكل مماثل
وتعرض منزل السنوار، للقصف والدمار
مرتين؛ مرة في عام 1989 ومرة أخرى خلال العدوان على قطاع غزة في عام 2014
أكثر من 20 عاما في الأسر
أمضى السنوار أكثر من 20 عاما في
السجون الإسرائيلية، إذتعرض للأسر المتكررة خلال نشاطه الداخلي. ففي عام 1982،
اعتُقل لأول مرة وأُفرج عنه بعد عدة أيام، ثم اعتُقل مرة أخرى في نفس العام وحكم
عليه بالسجن لمدة 6 أشهر بسبب نشاطه المقاوم
وعام 1985، اعتُقل مرة أخرى لمدة 8
أشهر بتهمة تأسيس جهاز الأمن الخاص لـ"حماس" المعروف بـ"مجد"،
وكان هذا الجهاز يقاوم الاحتلال في قطاع غزة ومكافحة المتعاونين معه من العملاء
المحليين. واعتُقل للمرة الثالثة في 1988 وحُكم عليه بالسجن المؤبد أربع مرات،
بتهمة تأسيس جهاز "مجد" الأمني والمشاركة في تأسيس الجهاز العسكري الأول
لحركة حماس
وقضى السنوار 23 عاماً متواصلة في سجون
الاحتلال، منها أربع سنوات في العزل الانفرادي. وخلال فترة اعتقاله، تولى قيادة
الهيئة القيادية العليا لأسرى "حماس" في السجون وشارك في سلسلة من
الإضرابات عن الطعام، بما في ذلك إضرابات أعوام 1992 و1996 و2000 و2004
تحرير السنوار
أُطلق سراح يحيى السنوار عام 2011 ضمن
صفقة "وفاء الأحرار"، حيث أُطلق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط
مقابل الإفراج عن 1027 أسيراً فلسطينياً
احتُجز شاليط في 25 يونيو/حزيران 2006
على يد مقاتلين من "كتائب عز الدين القسام" التابعة لحركة
"حماس"، و"ألوية الناصر صلاح الدين" التابعة للجان المقاومة
الشعبية، و"جيش الإسلام"، في عملية عسكرية متقدمة تُعرف باسم
"الوهم المتبدد". وتعدّ هذه العملية من أكثر العمليات التي نفَّذتها
الفصائل الفلسطينية تعقيداً منذ بدء انتفاضة الأقصى الثانية
صفقة "وفاء الأحرار" جرت بعد
أكثر من 5 سنوات قضاها شاليط في الأَسْر في مكان سرِّي بقطاع غزة، حيث فشلت
إسرائيل بكل قدراتها الاستخبارية وعملائها في الوصول إليه، كما فشلت العملية العسكرية التي شنتها
في نهاية عام 2008 وبداية عام 2009 في إنقاذه من الأسر
من أسير محرر لقائد
وبعد الإفراج عن يحيى السنوار من السجن
شارك في انتخابات حركة حماس الداخلية عام 2012، وفاز بعضوية المكتب السياسي للحركة
في فبراير/شباط 2017، انتُخب يحيى
السنوار رئيساً لحركة حماس في قطاع غزة. ووفقاً لمقال نشرته جريدة الغارديان في
2017، كان وصول يحيى السنوار إلى هذا المنصب خطوة مهمة لإعادة تعريف سياسة الحركة
تعرض يحيى السنوار لضغوط من الولايات
المتحدة، إذ صُنف مع اثنين من قادة حماس الآخرين (محمد الضيف وروحي مشتهى) على
قائمة الشخصيات الإرهابية الدولية. كما وضعت إسرائيل يحيى السنوار على قائمة
المطلوبين للتصفية في قطاع غزة.
السنوار مقاتلاً وأديباً
تميز يحيى السنوار بإتقانه اللغة
العبرية، وبجانب كونه مقاتلاً وسياسياً كان أديباً وله الكثير من المؤلفات
والترجمات في المجالات السياسية والأمنية. من بين أبرز مؤلفاته
- كتاب "المجد" أصدره خلال فترة
اعتقاله من داخل سجون الاحتلال، وهو كتاب يرصد عمل جهاز الشاباك
- ترجمة كتاب "الأحزاب الإسرائيلية عام
1992"، وهو كتاب يتطرق إلى الأحزاب السياسية في إسرائيل خلال تلك الفترة
- كتاب "حماس: التجربة والخطأ"، وهو
كتاب يتناول تجربة حركة حماس وتطورها على مر الزمن
- رواية أدبية بعنوان "شوك القرنفل"، التي
تحكي قصة النضال الفلسطيني منذ عام 1967 حتى انتفاضة الأقصى