الغازات السامه وألتلوث البيئي على المواطن البصري

جمعه الروضان

25/06/2023

تعتبر محافظة البصرة في العراق من أهم مناطق الإنتاج النفطي في العالم، وتعتمد الإقتصاد المحلي بشكل كبير على صادرات النفط. ومع ذلك، فإن عمليات التنقيب والإنتاج والتصدير للنفط قد تؤدي إلى إصدار غازات سامة مثل غاز الكبريت وأكسيد النيتروجين والهيدروكربونات المتطايرة، مما يؤثر على صحة الإنسان والبيئة.
توجد عدة مصادر للغازات السامة النفطية في البصرة، بما في ذلك حقول النفط ومصافي التكرير ومرافئ الصادرات. وقد أشار بعض الدراسات إلى أن السكان في مناطق البصرة يعانون من مشاكل صحية جراء التعرض لهذه الغازات السامة، ومن أمثلة ذلك الأمراض التنفسية والأورام السرطانية.
وعلى الرغم من أن الحكومة العراقية والشركات المشغلة في المنطقة تعمل على تحسين الوضع الصحي والبيئي في المنطقة، إلا أن هناك مازال الكثير من العمل الذي يجب القيام به.
يحتاج الأمر إلى اتخاذ إجراءات فعالة للحد من إصدار هذه المواد السامة، مثل تحسين تقنيات التصدير والتكرير، وفرض قيود على التلوث ومراقبة جودة الهواء، وتعزيز قدرات السلطات المحلية على متابعة الإجراءات الصحية والبيئية. كما يجب تسهيل الوصول إلى الخدمات الطبية في المنطقة وتوعية السكان المحليين بخطورة هذه المواد السامة والتدابير الوقائية اللازمة.
تتسبب الغازات السامة النفطية في العديد من المشكلات الصحية والبيئية في البصرة. ومن أهم النتائج الصحية السلبية التي يعاني منها السكان المحليون هي زيادة حالات الأمراض التنفسية والحساسية والأورام السرطانية. تشير بعض الدراسات إلى أن معدلات الإصابة بالأمراض السرطانية في المنطقة المصابة بالغازات السامة النفطية لا تزال تتزايد مع مرور الوقت.
ومن النتائج البيئية السلبية الأخرى تلوث المياه والتربة والهواء بالمواد السامة، وتدمير الأحياء البحرية والحيوانية والنباتية، وتأثير سلبي على التنوع البيولوجي والبيئة بشكل عام.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الغازات السامة النفطية قد تؤثر على السلامة العامة في المنطقة، حيث يتسبب انفجار أو تسرب في أحد خطوط الغاز في حوادث خطيرة يمكن أن تسبب أضراراً بمدى واسع في المنطقة المحيطة.
ولحل هذه المشاكل، يجب أن تعمل الحكومة العراقية والشركات المشغلة على زيادة مستوى الالتزام بقوانين السلامة العامة والمناطق الخضراء وتحسين نظام المراقبة والتحكم في التلوث. كما يجب أن يتم دعم العلماء والمهندسين الذين يعملون على تطوير تقنيات جديدة للحد من التلوث وتحسين السلامة في الصناعات النفطية.
إضافة إلى ذلك، يجب أيضًا التركيز على تشجيع الطاقة المتجددة وتشجيع الاستثمار فيها. يمكن تحقيق ذلك بتعزيز الحوافز الحكومية للشركات المتخصصة في المجال، بما في ذلك الشركات الصغيرة والمتوسطة. ويمكن أيضًا تشجيع المبادرات الرائدة بشأن التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة في المنطقة المتضررة.
علاوة على ذلك، يتعين على الحكومة العراقية زيادة العمل على تطوير الطاقة النووية وتكنولوجيا الأجيال الجديدة لتوليد الطاقة انظر لامتصاص جزء كبير من الطلب على الطاقة الداخلية. تعمل هذه التقنيات على تقليل الانبعاثات الضارة التي تؤثر على الصحة العامة وتلوث البيئة.
وأخيرًا، تعتمد حلول المشكلات البيئية والصحية في البصرة على التعاون بين الحكومة العراقية والمجتمع المحلي والشركات المشغلة. يجب تحقيق التوازن بين المتطلبات الاقتصادية والصحية والبيئية. ولتحقيق ذلك، ينبغي العمل معًا على إيجاد حلول مستدامة ومبتكرة لتلك المشكلات.

ترددات نوا

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group