كشف النائب في البرلمان العراقي يوسف الكلابي عن توجه برلماني لتدويل ملف مكافحة الفساد في العراق لدى مجلس الأمن الدولي، مشيرا إلى حجم الأموال والثروات العراقية التي أُهدرت نتيجة تفشي الفساد في مؤسسات الدولة.
وفي مقابلة تلفزيونية، تناول الكلابي قضايا حساسة تؤرق المواطن العراقي، من بينها المخدرات، والفساد، وإنتاج النفط، بالإضافة إلى ملف الحشد الشعبي. وأوضح أن انتشار المخدرات في العراق أصبح خطرًا يستهدف البنية المجتمعية، مما يستدعي تأسيس جهاز متخصص لمكافحة المخدرات على غرار جهاز مكافحة الإرهاب. وأضاف أن هناك جهات سياسية وأخرى ذات ارتباطات استخباراتية دولية تدعم انتشار المخدرات، معتبرًا أن هذه الظاهرة تستهدف تقويض فتوى المرجعية من خلال تدمير النسيج الاجتماعي، مؤكدًا أن بعض الجهات تمنح خصومات كبيرة للموزعين لاستهداف طلاب الجامعات والمدارس.
وفي هذا السياق، أشار الكلابي إلى أن نظام بشار الأسد لعب دورًا في إدخال المخدرات إلى العراق، مستشهدًا بتصريحات رئيس الوزراء الأسبق عادل عبد المهدي حول وصول المخدرات من الأرجنتين. وشدد على أن ملف المخدرات يمثل خطرًا يفوق خطر الإرهاب بأضعاف، مؤكدًا ضرورة العمل على مكافحته عبر استراتيجيات شاملة، كما أعرب عن عدم ثقته ببعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي)، مشددًا على أهمية اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي لمعالجة هذه القضية.
وفيما يتعلق بالفساد المستشري داخل مؤسسات الدولة، أوضح الكلابي أن النظام الحالي يتحمل مسؤولية 70% من الأموال المهدورة بسبب الفساد منذ ثمانينيات القرن الماضي، مشيرًا إلى أن التقديرات تشير إلى أن حجم الأموال العراقية المفقودة نتيجة الفساد يبلغ نحو 350 مليار دولار. وانتقد المحاصصة السياسية التي أُقرت بعد عام 2003، معتبرًا أنها شرعنت الفساد، وساهمت في ترسيخ ثقافة الاستغلال ونهب المال العام. وأكد أن هناك مسؤولين يمنحون الحرية لممارسة الفساد، متسائلًا عن معايير العدالة التي تشمل شخصيات معينة في المساءلة بينما تُمنح شخصيات أخرى نفوذًا سياسيًا رغم تاريخها.
كما تناول الكلابي ملف النفط، موضحًا أن العراق يواجه تهديدات وعقوبات دولية، مشيرًا إلى أن شركاء العراق يتعرضون لضغوط أميركية فيما يتعلق بإدارة النفط، حيث تم التهديد بمعاقبة شركة تسويق النفط العراقية (سومو) في حال عدم تعديل المادة الخاصة بنفط إقليم كوردستان. وأضاف أن بعض القادة السياسيين الشيعة يقدمون تنازلات للكورد والسنة مقابل مكاسب وصفها بالتافهة، لافتًا إلى أن البصرة، رغم امتلاكها الثروة...