يُعد الجلد أكبر عضو في جسم الإنسان، ويمتد على مساحة تتراوح بين 1.4 و1.9 متر مربع، وإذا أُخذت بصيلات الشعر وقنوات العرق في الاعتبار، فقد تكون المساحة الفعلية أكبر بكثير.
يحب البشر الحفاظ على نظافة بشرتهم، خاصة في الولايات المتحدة، حيث بلغت قيمة سوق منتجات التجميل والعناية الشخصية أكثر من 100 مليار دولار عام 2024، ومن المتوقع أن يستمر نموها.
لكن هل الاستحمام اليومي ضروري حقاً أم أنه مجرد عادة مرتبطة بالتفضيل الشخصي؟ هذا ما استكشفه الدكتور جيمس هامبلين، أستاذ الصحة العامة بجامعة ييل، الذي توقف عن الاستحمام التقليدي لمدة خمس سنوات تقريباً، موثقاً تجربته في كتابه "النظافة، العلم الجديد للبشرة".
يرى هامبلين أن العديد من منتجات العناية الشخصية تُسوَّق بذكاء لتبدو وكأنها ضرورية للصحة، بينما يهدف معظمها ببساطة إلى تحسين المظهر والرائحة. وأوضح أن الصابون مفيد لإزالة المواد اللزجة والزيوت، لكن الماء والفرك اليدوي يؤديان معظم عملية التنظيف.
كما لفت إلى أن مفهوم ميكروبيوم الجلد—التريليونات من الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش على البشرة—مشابه لميكروبيوم الأمعاء، مما يجعل من الضروري إعادة النظر في طرق العناية بالبشرة.
وأشار إلى أن الاستحمام اليومي ليس ضرورياً للصحة، بل هو خيار تجميلي وترفيهي بحت، مضيفاً أن البعض يفضل الغسل المتكرر، بينما يختار آخرون الحد الأدنى من الاستحمام دون أن يؤثر ذلك على صحتهم.
في النهاية، ما نختاره للعناية بالبشرة والشعر يعتمد على التفضيلات الشخصية، وليس على ضرورة طبية حتمية.