قلعة كركوك من احد
المعالم الاثرية الموجودة في العراق منذ القدم وعلى الارجح يعود تأريخها الى زمن
الاشوريين، الا انها ولحد الان لم تدخل ضمن لائحة التراث الانساني العالمي من قبل منظمة الأمم المتحدة
للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) وسط اهمال حكومي لها.
ودعا رئيس جامعة كركوك صباح احمد اسماعيل خلال الاسبوع الماضي الى ضرورة ضم
قلعة كركوك الاثرية الى لائحة التراث العالمي للحفاظ على هذا الاثر المهم في تاريخ
الانسانية.
وقال رئيس الجامعة إن "مسؤولية الحفاظ على ارثنا التاريخي والحضاري تقع
على عاتق الجميع ولا بد من تكثيف الجهد والعمل المشترك بين جميع الجهات ذات العلاقة
للنهوض بالارث الحضاري الذي تمتلكه محافظة كركوك وتعريف العالم بهذا الارث الانساني
المهم".
واضاف اسماعيل انه لا بد من فتح قنوات التواصل مع منظمة اليونسكو ودعوتها لتسجيل
قلعة كركوك الاثرية ضمن لائحة التراث الانساني العالمي، مؤكداً استعداد الجامعة للتعاون
مع كافة الجهات ذات العلاقة للمضي بهذا المشروع من اجل الحفاظ على الاماكن الاثرية
في المحافظة.
اما عضو مجلس النواب وجيه عباس أيد في تصريح خاص لراديو نوا دعوة ضم قلعة كركوك
الى لجنة التراث العالمي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)،
مؤكدا دعمه في حال تقديم الطلب الى مجلس النواب، مشيرا الى ان قلعة كركوك من المواقع
التراثية التي لا تقل اهمية عن اي موقع تاريخي في العراق.
ودعا عباس الحكومة المحلية في كركوك والحكومة الاتحادية ومجلس النواب الى العمل
على توفير كافة المستلزمات المالية والتشريعية، المطلوبة في قبول انظمام قلعة
كركوك على لائحة التراث الانساني العالمي.
نائب رئيس لجنة الخدمات في مجلس محافظة كركوك وعضو لجنة العلاقات العامة والشباب
والرياضة جواد جاسم الجنابي اوضح في تصريح له لراديو نوا ان محافظة كركوك تضم اكثر
من 750 موقعا اثريا واهمها قلعة كركوك وهي من المعالم الحضارية والسياحية والاجتماعية
في مدينة كركوك ، معتبرا ان
الاشوريين هم الذين بدؤوا ببناء قلعة كركوك في العصر الاشوري الاول والثاني.
واضاف الجنابي ان
قلعة كركوك كانت لديها اربعة ابواب رئيسية ولم تبقى منها في الوقت
الحاضر الا بابا واحدا، مشيرا الى ان القلعة وعبر هذه العصور ومنذ تأسيس الحكومة العراقية
وليومنا هذا لم تنال الاهتمام من قبل الحكومة، مبينا ان النظام السابق ازال اكثر
من 900 منزل في قلعة كركوك وهجر من كانوا يسكنون فيها عام 1990 بحجة ترميمها.
وقال عضو مجلس محافظة كركوك في حديثه لراديو نوا ان المجلس طالب واكثر من
مرة بضم قلعة كركوك الى التراث العالمي، متهما المسؤولين بعدم الاتهمام بالموضوع،
مشيرا الى ان حكومتي المحلية في كركوك والاتحادية في بغداد لم تهتمها بمدينة كركوك
وقعتها الاثرية.
واكد ان من واجب مجلس المحافظة العمل من اجل اضافة قلعة كركوك الى التراث العالمي،
خدمة للمدينة من الناحية السياحية والسياسية والاجتماعية والثقافية لان منظمة
اليونسكو ستأتي لترميم القلعة والاعتناء بها، اضافة الى ان المدينة ستنفتح على السياحة
وعلى الوفود الاجنبية، مشددا على ضرورة الاهتمام بهذه القلعة لانها من اهم المعالم
الموجودة في كركوك ومن اولوياتنا ان نعمل بجهد من اجل ان نجعل هذه القلعة ضمن
التراث العالمي.
وناشد الجنابي الحكومة الاتحادية والحكومة المحلية بجلب الخبراء من اجل ترميم
قلعة كركوك والاهتمام بها، واصفا الوضع فيها بالمزري جدا ولايليق بمدينة كركوك الغنية
بالنفط والغنية بابنائها من الناحية الثقافية والتاريخية، معتبرا ان قلعة كركوك تعتبر
معلم من اهم المعالم في مدينة كركوك والعراق.
اما الكاتب والأديب والصحافي عدنان رحيم البياتي قال في بداية حديثه لراديو
نوا "قلعة كركوك تقع في مركز مدينة كركوك وتعتبر من أقدم اجزاء المدينه ويرجح
أن الكوتيين هم الذين أنشأوا القلعة استنادا إلى رقيمات قديمه وكانت تشتهر منذ أواسط
الألف الثاني قبل الميلاد باسم ديمتو كرخي شيلواخو التي تجسد اسم حاكمها الحوري القديم
الملك شيلوا تيشوب ويعتقد مؤرخون آخرون أن القلعه بنيت في عهد الملك الآشوري اشورناصر
بال الثاني بين عامي 850-884ق.م، حيث اتخذه الملك خطا دفاعيا وأحد مراكز جيوشه والملك
سلوه من بعده بنى حائطا دفاعيا قويا حول القلعه وشيد 72 برجا حول شوارعها الاثنان والثلاثون
ومدخليها و زار تيمور لنك القلعه عام 1393 اثناء حملاته العسكريه وبنيت القلعه في الأصل
على تل مدور ذي اربع زوايا يرتفع عن السهول المحيطه به خوالي 120 قدم ويشرف على وادي
نهر صغير يعرف بنهر الخاصة والقلعة لها أربعة أبواب سماها العثمانيون بالباب الرئيسي
ذو المدرجات وباب الطوب وباب البنات السبع وباب الحلوجيه وأشهر المجمعات السكنيه كانت
تقع على قسمه الغربي الذي اشتهر بمحبة حمام حيث شاطر فيها المسلمون إخوانهم المسيحيين
لقرون عديدة وكان كل من مطرانية باجرامي وجامع النبي دانيال يقعان في نفس المحلة".
واضاف البياتي ان "مبادرة رئيس جامعة كركوك لإحياء الجهود المبذولة لإدراج
قلعة كركوك ضمن لائحة اليونسكو لمواقع التراث
العالمي وإعادة الحياة إلى هذا المعلم الاثري والتاريخي الكبير تلبي طموح اهل المدينه
والنخب الثقافيه والأدبية وشرائح أخرى ومن اجل ان يكتب النجاح لهذه المبادرة لابد من
مقومات أولها الاهتمام الاستثنائي والجدية من قبل الجهات العليا في الحكومة الاتحادية
والجهات ذات الاختصاص والعامل الثاني رصد الأموال الكافية لتأهيلها وترميمها مما يجعلها
مؤهلة للانضمام للائحة ولابد أن نشير إلى أن جهودا بذلت من قبل حكومة كركوك ومحافظها عبد الرحمن مصطفى عام2010 وتم رصد مبلغ
من تخصيصات نفط كركوك لتأهيلها وقد وجهت الدعوة
رسميا الى منظمة اليونسكو وزار وفد رفيع المستوى مدينة كركوك وأجرى مسحا موقعيا لها
برفقة مدير اثار كركوك وعدد من المهتمين في
مجال التاريخ والآثار وأبدوا اعجابهم بالقلعة التي تعتبر رمزاً للتعايش بين مختلف الأديان
والقوميات".
واكد الكاتب والأديب والصحافي عدنان رحيم البياتي في حديثه لراديو نوا
ان "الوفد بين أن القلعه مهيئة للدخول الى قائمة التراث العالمي والعملية تحتاج
إلى وقت يمتد من سنتين إلى سنتين ونصف إضافة لرصد مبلغ من المال لغرض الترميم، الا أن هيئة الآثار العامة عارضت الفكرة دون مبررات
مقنعة كما لم تتفاعل الجهات العليا مع الموضوع"، داعيا الى حملة اعلامية واسعة
ومناشدات وفعاليات وأنشطتة ثقافية لمساندة ودعم مطالب رئيس جامعة كركوك وبيان أهمية
هذا المشروع الكبير ليس على مستوى كركوك بل على مستوى العراق والمنطقة".
واشار الى ان قلعة كركوك ستندثر وتفقد معالمها وقيمتها التاريخيه والحضارية
مالم يتظافر الجهود من قبل الجميع لإنجاح مبادرة رئيس جامعة كركوك صباح احمد اسماعيل
بضم قلعة كركوك الاثرية الى لائحة التراث العالمي.