أصدرت المملكة
العربية السعودية ودولة الكويت اليوم الجمعة، بيانا مشتركا في ختام زيارة ولي
العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، فيما أكد الجانبان دعمهما
الكامل لأمن واستقرار العراق.
وجاء في البيان
المشترك، أن "الجانبين أشادا بإنشاء مجلس التنسيق السعودي الكويتي الذي يأتي
رغبة من قيادتي البلدين الشقيقين في الارتقاء بالتعاون في كافة المجالات إلى
المستوى الذي يعكس عمق وتجذّر العلاقات الأخوية التاريخية، وشددا على ضرورة العمل
على تحقيق النقلة المطلوبة في مجالات التعاون المحددة في أعمال المجلس بما يعزز من
هذه المجالات وينقل العلاقات إلى آفاق الشراكة الاستراتيجية".
وأكد الطرفان
عزمهما تطوير التعاون والتنسيق في المجالات الدفاعية والعسكرية بين البلدين، كما
أشادا بمستوى التعاون والتنسيق الأمني القائم بينهما، وعبرا عن رغبتهما في
الاستمرار في تعزيزه بما يحقق الأمن والاستقرار للبلدين الشقيقين، وكذلك بالتعاون
الوثيق بينهما في مجال الطاقة، وبالجهود الناجحة لدول مجموعة أوبك بلس الرامية إلى
تعزيز استقرار سوق البترول العالمي، كما أكدا على أهمية استمرار هذا التعاون
وضرورة التزام جميع الدول المشاركة باتفاقية أوبك بلس.
واتفق الجانبان
على تعزيز سبل التعاون حول سياسيات المناخ الدولية والتعاون على تنفيذ مبادرة
الشرق الأوسط الأخضر التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان، والتعاون في مجال تطبيق
مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون للإسهام في معالجة الانبعاثات الكربونية بطريقة
مستدامة اقتصادياً، إضافة إلى التعاون في مجالات كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة
وتطوير تقنياتها ومشاريعها لمساهمتها في استدامة إمدادات الطاقة عالمياً.
كما استعرض
الجانبان تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية، وأكدا على تنسيق مواقفهما بما يخدم
مصالحهما ويدعم ويعزز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
وفي هذا الشأن،
أعرب الجانبان عن دعمهما الكامل لأمن واستقرار العراق ، ورحبا بنجاح العملية
الانتخابية في العراق، معربين عن تمنياتهما بتشكيل حكومة عراقية تستمر في العمل من
أجل أمن واستقرار العراق وتنميته والقضاء على الإرهاب ووقف التدخلات الخارجية في
شؤونه الداخلية.
وأكد الطرفان
دعمهما الكامل لجميع حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وفي مقدمتها حقه في إقامة
الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967 م، وفقاً
لمبادرة السلام العربية، ومبدأ حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة،
وبما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق.
وفي الشأن
اليمني، أكد الجانبان على تطابق وجهات نظريهما حول مواصلة جهودهما لإيجاد حل سياسي
شامل للأزمة اليمنية قائم على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار
الوطني اليمني الشامل وقرار مجلس الأمن الدولي رقم ( 2216 )، ومبادرة المملكة
العربية السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية.
وأعربا عن
دعمهما لجهود مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن ومبادرات الدول الصديقة،
ودعم الجهود المبذولة لرفع المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني الشقيق، وأدانا
استهداف المليشيات الحوثية للمطارات والأعيان المدنية والمنشآت الحيوية في
المملكة، وتهديدها للممرات المائية الدولية، ودعوا المجتمع الدولي ومجلس الأمن
للقيام بواجباته تجاه وقف تلك الهجمات التي تنتهك القانون الدولي الإنساني وتمس
الأمن والسلم الدوليين، بحسب البيان.
وفي الشأن
اللبناني، أكد الجانبان على ضرورة إجراء إصلاحات شاملة تضمن للبنان تجاوزه
لأزماته، وحصر السلاح في مؤسسات الدولة الشرعية، وفق ما جاء في قراري مجلس الأمن
رقم 1559 و 1701، وألا يكون لبنان منطلقاً لأي أعمال إرهابية وحاضنة للتنظيمات
والجماعات التي تستهدف أمن واستقرار المنطقة، ومصدراً لآفة المخدرات المهددة
لسلامة المجتمعات في المنطقة والعالم.
كما رحبت
السعودية والكويت بما توصل إليه أطراف المرحلة الانتقالية في السودان من تفاهمات،
وأكدا على استمرار دعمهما لكل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار في السودان،
وتمنياتهما للسودان وشعبه الشقيق بالاستقرار والازدهار.
وأكدا أيضا على
أهمية التعامل بشكل جدي وفعال مع الملف النووي والصاروخي لإيران بكافة مكوناته
وتداعياته مؤكدين على موقفهما المشترك حيال ذلك ودعوتهما إلى الالتزام بقرار مجلس
الأمن رقم 2231، مطالبين في هذا الصدد الأطراف المعنية مراعاة مصالح دول المنطقة
وأمنها واستقرارها وضرورة مشاركتها فيما يتم التوصل إليه من اتفاقيات وترتيبات
وبما يكفل احترام سيادة دول المنطقة ومبدأ حسن الجوار ويعزز ويحفظ الأمن
والاستقرار الإقليمي والدولي.
وأشار الجانبان
إلى أن الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية، ويدعمان في هذا الشأن جهود
الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة وفي مقدمتها قرار
مجلس الأمن رقم 2254، وبيان جنيف1 ووقف التدخلات والمشاريع الإقليمية التي تهدد
وحدة وسيادة وهوية سوريا.
وفي الشأن
الليبي، أعرب الجانبان عن ترحيبهما بالجهود الليبية والأممية لدعم تنفيذ الاستحقاق
السياسي المتفق عليه لتمكين الشعب الليبي الشقيق من تحقيق تطلعاته في الوحدة
والسلام والاستقرار والازدهار، تنفيذاً لقرار مجلس الأمن رقم 2750.